سبب نزول قوله تعالى: (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب)
الآية السادسة والثمانون بعد المائة: قول الله عز وجل: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ} [البقرة:186].
نزلت إجابة لسؤال رجل أعرابي قال: (يا رسول الله! أقريب ربنا فنناجيه أم بعيد فنناديه؟) أي: أقريب ربنا فنتكلم بالنجوى -وهي المخافتة- أم بعيد فنناديه؟ فأنزل الله هذه الآية يبين أنه قريب من عباده يسمع دعوة الداعي، ويجيبه جل جلاله.
وهذه الآية مثلها قوله تعالى: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً} [الأعراف:55] ولذلك فإن الدعاء كلما كان مخافتة كلما كان أظهر في الافتقار؛ لأنك عندما تتكلم مع من دونك قد تصرخ عليه وترفع صوتك، وإذا تكلمت مع من هو أعلى منك شأناً فإنك تخفض صوتك، {وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَى} [النحل:60].
وهناك ناحية أخرى، وهي أن المخافتة في الدعاء أدل على الإيمان، أي أنك تؤمن بأن الله يسمعك جل جلاله، وأنه لا تخفى عليه خافية، وذلك أبلغ في الأدب.