من هو الصحابي الذي قال الله عنه فسنيسره لليسرى؟

 


لقد كرم القرآن الكريم في آياته أفعالًا حميدة قام بها بعض الصحابة الكرام، لتكون شهادة تقدير لهم ويصبحوا قدوة لإخوانهم من المؤمنين.

ومن هؤلاء الصحابة الكرام سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه، رفيق النبي صلى الله عليه وآله وسلم في رحلة الهجرة، وأبو أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها، وأول الخلفاء الراشدين المهديين.
يقول تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى}.. [الليل : 5-7).


وقد روى الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله أن هذه الآية نزلت في سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه، ونقل قول عامر بن عبد الله بن الزبير عن قصة هذه الآية الكريمة: وهي أن سيدنا أبو بكر كان يعتق على الإسلام بمكة فكان يعتق عجائز ونساء إذا أسلمن.
فقال له أبوه: أي بني أراك تعتق أناساً ضعفاء، فلو أنك تعتق رجالاً جلداً يقومون معك، ويمنعونك ويدفعون عنك، فقال سيدنا أبو بكر: أي أبت إنما أريد ما عند الله.


وفي الآية: {وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى وَمَا لأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى إِلاَّ ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى وَلَسَوْفَ يَرْضَى}.
قال الإمام ابن كثير: “وقد ذكر غير واحد من المفسرين أن هذه الآيات نزلت في أبي بكر الصديق رضي الله عنه، حتى إن بعضهم حكى الإجماع من المفسرين على ذلك، ولا شك أنه دخل فيها وأولى الأمة بعمومها فإن لفظها لفظ العموم، وهو قوله تعالى: {وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى وَمَا لأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى}”. ولكنه مقدم الأمة وسابقهم في جميع هذه الأوصاف وسائر الأوصاف الحميدة، فإنه كان صديقاً تقياً كريماً جواداً بذالا لأمواله في طاعة موالاه ونصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم”.


ويتابع ابن كثير في حديثه عن هذه الآيه معددًا شمائل سيدنا أبو بكر الصديق فيقول: “فكم من دراهم ودنانير بذلها ابتغاء وجه ربه الكريم، ولم يكن لأحد من الناس عنده منة يحتاج إلى أن يكافئه بها، ولكن كان فضله وإحسانه على السادات والرؤساء من سائر القبائل، ولهذا قال له عروة بن مسعود: وهو سيد ثقيف يوم صلح الحديبية أما والله لولا يد لك عندي لم أجزك بها لأجبتك وكان الصديق قد أغلظ له في المقالة، فإذا كان هذا حاله مع سادات العرب ورؤساء القبائل فكيف بمن عداهم ولهذا قال تعالى: {وَمَا لأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى * إِلاَّ ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى * وَلَسَوْفَ يَرْضَى}”